القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة
شرح لمعة الاعتقاد
213461 مشاهدة
فتنة خلق القرآن

ظهر بعده أيضا تلميذ له يقال له ابن أبي دؤاد وكان فصيحا جريا في القول وفي الكلام، وقدر أنه تمكن من أحد الخلفاء العباسيين وصار وزيرا له فزين له ما كان يعتقده مما هو عليه من هذا الاعتقاد الخاطئ، زين له أن إثبات هذه الصفات تشبيه، وأنه يؤدي إلى أن العبد يصف الله بصفات الخلق، فلما زين له ذلك انتحل المأمون هذه العقيدة الزائغة وظن أنها هي العقيدة السليمة، فأمر بامتحان العلماء وأهل السنة وصرفهم عما كانوا عليه من هذه العقيدة السيئة وإلزامهم بأن يعتقدوا أن القرآن مخلوق، وأن الله ليس له كلام -تعالى الله عن ذلك- فلما كثر هؤلاء الزائفون وتمكنوا وامتحن العلماء وصبروا.